يعجز العقل عن الإحاطة بنعمة القرآن، كما يعجز اللسان والقلم عن ذلك، فإذا كان في تلاوة كل حرف منه حسنة والحسنة بعشر أمثالها، فإن في كل أمر يتعلق بالقرآن بركة ونعمة، فليلة نـزوله خير من ألف شهر، وفي طريقة نـزوله تثبيت لفؤاد النبي (ص)، وتثبيت للمؤمنين من بعده، ودعوة قوية لغير المؤمنين للدخول في الإسلام. وفي إعجازه اللغوي بلاغة لا يرقى إليها بشر، وحلاوة يتعلق بها قلب كل بشر. وفي إعجازه العلمي حجة داحضة إلى يوم القيامة، وفي أحكامه خير البشرية جمعاء، وفي قصصه وأمثاله دروس وعبر لأولي الألباب، وفي حفظه من رب العالمين تذكرة وطمأنينة، وفي حفظه في صدور المؤمنين شرف ورفعة، وفي تعليمه خيرية مطلقة، وفي تطبيق أحكامه دخول إلى الجنة، وفي التخلق بأخلاقه أسوة حسنة....
كيف لا، وهو كلام رب العالمين، نـزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام على قلب النبي (ص)، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الرشاد.
كيف لا، وهو المعجزة الخالدة بعد انقضاء الرسل إلى يوم الدين، ولذلك فهو لا يَخْلَقُ على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تـنـزيل من حكيم حميد.
كيف لا، وقد تعهد الخالق بحفظه في صدور خلقه، يتوارثونه حافظاً عن حافظ، بدون تحريف أو تغيير، أو زيادة أو نقصان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق